استراتيجيات التحول: العمارة الأوروبية كمقدم رعاية

"لا تهدم أبداً، لا تزيل أو تَحِّل مَحل، أضِف دائماً، حَوِّل وأعد الاستخدام!"  - آن لاكتون، مهندسة معمارية، حائزة على جائزة الاتحاد الأوروبي ميس فان دير روه لعام 2019 وجائزة بريتزكر لعام 2021.

من المتوقع أن يسكن أكثر من 70٪ من سكان العالم في المدن بحلول عام 2050، لذلك فإن أوروبا تُعيد النظر في الطريقة التي يتم بها تصميم وإدارة المستوطنات البشرية مع الأخذ في الاعتبار شعوبها وتاريخها وجغرافيتها والاقتصاد السياسي العالمي. كما أن تغير المناخ والتلوث والرقمنة والانفجارات الديمغرافية يشكل أيضاً، ربما أكثر من أي وقت مضى، تهديداً عالمياً يعرض الكوكب وموارده الطبيعية المحدودة للخطر، وبالتالي يشكل تهديداً لرفاهنا. المباني والبنية التحتية هي المسؤولة عما لا يقل عن 40٪ من جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والهندسة المعمارية يجب أن تدعم إعادة النظر وإعادة تخطيط أوروبا بطريقة تعطي الأولوية للبيئة من خلال مشروع ثقافي لا يمكن فيه فصل التصميم عن الاستدامة. تهدف الصفقة الأوروبية الخضراء إلى تحويل الاتحاد الأوروبي إلى أول قارة محايدة مناخياً بحلول عام 2050 مع فصل النمو الاقتصادي عن استخدام الموارد وعدم ترك أي شخص أو مكان في الخلف. لذلك فإن حركة باوهاوس الأوروبية الجديدة تخلق جسوراً بين عالم العلم والتكنولوجيا وعالم الفن والثقافة من خلال عنصرها الثقافي من أجل الجمع بين الاستدامة والجماليات والقدرة على تحمل التكاليف والشمول.

جمعت جائزة الاتحاد الأوروبي للعمارة المعاصرة - جائزة ميس فان دير روه - منذ عام 1988 أكثر من 4 آلاف عمل من أعمال العمارة وتنسيق الحدائق والتصميم الحضري التي عملت على تحسين طرق عيشنا. كما عملت جائزة الاتحاد الأوروبي للعمارة المعاصرة على تحليل هذه الأعمال. وقد أظهر المشروعان الفائزان الأخيران، "DeFlat Kleiburg" في أمستردام و"تحويل 530 مسكنا - Grand Parc Bordeaux" اهتماماً خاصاً بأهمية تحويل ما هو موجود بالفعل وكيف يمكننا العيش معاً بشكل أفضل في تنوع واحترام لما بيننا من اختلافات. ويرافق هذين المشروعين العديد من الأعمال الأخرى التي تشرح كيف تكون العمارة الأوروبية مقدم رعاية للكوكب وسكانه في سياق تراث أوروبا وأيرلندا الطويل في الفنون والثقافة.